الرئيسية| غزة| تفاصيل الخبر

"المناطق العازلة" تُحاصر محافظة رفح وتبتلع أراضيها وتُهجر سكانها

05:09 م 01 أغسطس 2024
"المناطق العازلة" تُحاصر محافظة رفح وتبتلع أراضيها وتُهجر سكانها
"المناطق العازلة" تُحاصر محافظة رفح وتبتلع أراضيها وتُهجر سكانها

بات مصطلح "المنطقة العازلة"، وسيلة الاحتلال لابتلاع أراضي القطاع، وهدم منازل المواطنين، وتهجيرهم، وخلق واقع ديمغرافي جديد داخل مدن غزة.

ومنذ بدء العدوان البري على محافظة رفح في السادس من مايو/أيار الماضي، بدأ الاحتلال بإنشاء مناطق عازلة بعمق كبير في أحياء جنوب وشرق المحافظة، تسببت بابتلاع أكثر من ثلث مساحة محافظة رفح.

ابتلاع ومصادرة الأراضي

وتركزت المناطق العازلة على المحور الشرقي، على طول بلدة الشوكة الزراعية، إذ أقام الاحتلال هناك منطقة عازلة تمتد لأكثر من كيلو متر غرباً، ما تسبب بمصادرة أراضي وهدم منازل.

ووفق ما أكده مواطنون ومزارعون لـ"فلسطين بوست"، فإن الاحتلال مسح وجرف مساحات كبيرة من أراضي المواطنين شرق رفح، وأقام سوار ترابية، ووضع أبراج مراقبة في قلبها، وهذا صادر أكثر من ثلث مساحة البلدة، التي تعتبر بمثابة سلة الخضروات الرئيسية للمواطنين.

وأكد المزارع خليل جراد، إنه وقبل العدوان على رفح، سيطرت قوات الاحتلال على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية التي كانت تشكل السلة الغذائية من الخضروات ولم تعد هذه الأراضي صالحة للزراعة بعد تدميرها بشكل كبير.

ويتخوف مواطنون وأصحاب أراضي من قيام الاحتلال بمصادرة أراضيهم الواقعة عند مسافة كيلو متر من خط التحديد بحسب ما كان أعلنه بأنه سيقوم بتوسيع المنطقة العازلة في المناطق الحدودية شرق وشمال قطاع غزة.

والمنطقة العازلة الأخرى، وهي الأشد خطورة تمتد على طول الحدود المصرية عبر محور صلاح الدين "محور فيلادلفيا"، جنوب محافظة رفح، وتمر من قلب أحياء "السلام، البرازيل، قشطة، مخيم يبنا، مخيم الشعوت، حي زعرب، حي تل السلطان، القرية السويدية"، وجميع ما ذُكر هي مناطق شديدة الكثافة السكانية، جرى هدم أكثر من 70% من المنازل فيها، وتهجير سكانها.

وقال المواطن أحمد نصر من سكان حي البرازيل، إن الحي تعرض لتدمير غير مسبوق، ومعظم مبانيه دمرت وسويت بالأرض، وحولها الاحتلال لمناطق قاحلة جرداء، لا حجر فيها ولا شجر.

وأوضح نصر أنه وبسبب هذه المنطقة خسر منزله، وكذلك جيرانه خسروا بيوتهم، وأحياء جنوب رفح أصبحت كلها مُبتلعة ضمن المنطقة العازلة.

تدمير واسع باستخدام الريبوتات

وأكد مواطنون أن معظم عمليات التدمير والنسف جنوب رفح تتم عن بعد، باستخدام الروبوتات، التي يتم ارسالها لمناطق معينة.

وأوضح المواطن محمود صلاح، أن الاحتلال طور استخدام الروبوتات خلال الأسابيع الماضية، ولم تُعد تنفجر بعد تفخيخها كما كان الحال في السابق، إذ أدخل أنواع جديدة أكبر، وأكثر قدرة على الحركة، ويتم ربط عربة خلفها محملة بكمية كبيرة من المتفجرات، قد تصل لـ 2 طن، ومن ثم تحريكها حتى تستقر بين منازل المواطنين، بعد ذلك تنفصل العربة عن الروبوت، ويتحرك الأخير بعيداً، قبل تفجير شحنة المتفجرات بواسطة التحكم عن بعد، وهكذا يتم إعادة استخدام الروبوت عشرات المرات دون خسارته.

بينما أكد المواطن عبد الرحيم سلامة لـ"فلسطين بوست"، أن حجم الدمار الذي تسببه هذه الطريقة كبير بل مخيف، فشوارع بأكملها اختفت بسبب تفجير شحنات متفجرة وسطها، ومنازل تحولت إلى أكوام من الركام.

وقال المواطن أكرم سليمان لـ"فلسطين بوست"، وهو نازح من رفح ويقيم في منطقة "موراج"، جنوب خان يونس، إنه يسمع كل يوم دوي انفجارات ضخمة في رفح، وخاصة مخيمات وأحياء جنوب المحافظة، وسمع عن دمار هائل في تلك المناطق.

وبين رئيس بلدية رفح، الدكتور أحمد الصوفي، إن قوات الاحتلال تواصل عمليات التخريب والتدمير في محافظة رفح، وتمنع إدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح، وحولت المدينة إلى منطقة منكوبة.

تدمير 80% من جنوب رفح

ووفق الصوفي فقد دمرت قوات الاحتلال أكثر من 70% من البنية التحتية بالمحافظة، وتشمل طرق، وشبكات مياه وصرف صحي، وخزانات، وآبار مياه، والسوق المركزي، ومرافق البلدية.

وبحسب الصوفي فقد انتهجت قوات الاحتلال سياسة الأرض المحروقة، فتم تدمير منطقة الشوكة شرق رفح بالكامل، وابتلاع معظم أراضي لإقامة ما يسمى بالمنطقة العازلة، وكذلك حي السلام، ومخيمات يبنا، ورفح الغربية، بنسبة تزيد عن ٨٠%.

كما جرى تدمير مربعات واسعة من أحياء تل السلطان، والسعودي، والمخيم الغربي، كما دمر ما يزيد عن 60% من مخيم الشابورة.

وبحسب الصوفي فإن ما ورد يُعد تقديرات أولية، وسيتم اعادة التدقيق بعد انسحاب الاحتلال من أحياء المدينة، مبيناً أن معظم التدمير يتركز حالياً على طول الحدود المصرية، حيث يجري إقامة أوسع منطقة عازلة في القطاع، بعمق قد يصل إلى 1 كيلو متر.

ووفق ما ظهر من صور للأقمار الاصطناعية، لأحياء محافظة رفح، فإن حجم الدمار كبير وغير مسبوق لأي منطقة في القطاع، إذ جرى مسح جميع أحياء جنوب رفح عن الخارطة تماماً، إضافة لدمار واسع وكبير في حيي تل السلطان والسعودي.

خطط إسرائيلية

ومن خلال ما رشح من تصريحات لقيادات إسرائيلية، سياسية وعسكرية، فإن هناك ثلاث خطط إسرائيلية يجري تنفذها، وجميعها تقوم على اقتطاع مساحات من أراضي المواطنين، الخطة الأولى تتمثل في البقاء في محور "نتساريم"، وسط القطاع، وتوسعة المنطقة العازلة، والسيطرة على أراضي بلدة المغراقة، وشمال مخيم النصيرات، ومنطقة محيط وادي غزة.

والخطة الثانية توسعة المنطقة العازلة شرق القطاع، وهو ما أكدته وسائل إعلام عبرية، بأن جيش الاحتلال ينوي إقامة منطقة عازلة بعمق 1 كلم في عمق القطاع على طول السياج الشرقي، وسيتصبح هذه المنطقة محرمة على الفلسطينيين، يمنع دخولهم إليها.

أما الخطة الثالثة وهي التي أعلن عنها رئيس حكومة الاحتلال بن يامين نتياهو، والذي أكد أن جيشه لا ينوي الانسحاب من محور فيلادلفيا، وأن ثمة خطة للبقاء فيه، وهذا يتطلب إنشاء مناطق عازلة جديدة تصل إلى عمق مدينة رفح.

تهجير جديد

ولطالما بقي الاحتلال في محور صلاح الدين "فيلادلفيا"، فمن المستحيل تمكن أكثر من 100 ألف نسمة من العودة لبيوتهم، أو حتى الأراضي التي كانت مقامة عليها.

وقال المواطن نور الدين حمدي، إن منزل عائلته المقام في مخيم الشعوت بمسافة تبعد حوالي 300 متر عن المنطقة الحدودية جرى تدميره كلياً، وسُيحرم من العودة إليه، أو حتى إقامة خيمة مكانه.

وأكد حمدي لـ"فلسطين بوست"، أن هذا يعني انه سيعيش تهجير جديد، وربما يبقى في خيمته سنوات ولا يعرف ما هو مصير المنزل في ظل إصرار الاحتلال على البقاء في محور صلاح الدين.

بينما قال المواطن خالد ربيع وهو من سكان حي السلام، ويقيم في خيمة بمواصي خان يونس، إن الحي الذي كان يقيم فيه مُسح تماماً عن الخارطة، لدرجة أن الناس لن يعرفوا أماكن أو حدود بيوتهم، ومن المستحيل أن يتمكن أحد من العودة للحي طالما بقي الاحتلال على محور صلاح الدين.

وبين ربيع لـ"فلسطين بوست"، أن الاحتلال يقيم نقاط مراقبة، ومرابض دبابات ومدفعية، ومواقع حصينة على طول المحور المذكور، وهذا يعني أن سكان مناطق السلام وجنوب رفح عليهم البحث عن مأوى مؤقت جديد، أو البقاء في خيامهم، لحين حدوث انسحاب لقوات الاحتلال من محور صلاح الدين، أو حدوث تهدئة تسمح لهم بالعودة لمناطقهم، عدا ذلك فإن العودة إلى هناك تعني الموت المُحقق.

كتب: محمد الجمل

 

الطقس: أجواء غائمة وأمطار متفرقة على معظم المناطق

08:06 ص 14 ابريل 2025
الطقس: أجواء غائمة وأمطار متفرقة على معظم المناطق

يكون الجو اليوم الإثنين، غائماً جزئياً وباردًا فوق المناطق الجبلية وباردًا نسبياً في بقية المناطق، ولا يطرأ تغير على درجات الحرارة، بحيث تبقى أدنى من معدلها السنوي العام بحوالي 5-6 درجات مئوية.

 وتوقعت دائرة الأرصاد الجوية، سقوط أمطار متفرقة على بعض المناطق، وتكون الرياح جنوبية غربية إلى شمالية غربية معتدلة السرعة تنشط في ساعات المساء والليل والبحر خفيف إلى متوسط ارتفاع الموج.

وفي ساعات المساء والليل: يكون الجو غائمًا وباردًا خاصة فوق المناطق الجبلية، وتكون الفرصة مهيأة لسقوط أمطار متفرقة على بعض المناطق خاصة الشمالية، وتكون الرياح غربية إلى شمالية غربية نشطة السرعة مع هبات قوية أحيانا والبحر مائجا.