لم يحمل جنين الأسيرة جهاد غوانمة اسما بعد، لكنه حمل مع والدته ذات المصير، أسيرا في سجون الاحتلال قبل أن يبصر النور، يعاني مما تعانيه الأم من ظلم وإنهاك، مفتقرا لما يحتاجه من غذاء ومتابعة.
ففي الـسادس والعشرين من شهر أبريل/نيسان، انقلبت حياة عائلة الأسيرة جهاد غوانمة، وتبدلت كافة المهام لدى جميع أفراد العائلة في محاولة منهم لسد الفراغ الذي تركه غياب سيدة المنزل، بعد أن اعتقلها الاحتلال، وحرم عائلتها من وجهها وحنانها وضحكاتها واهتمامها المفرط بكافة تفاصيلهم.
فلسطين بوست التقت بوالدة الأسيرة جهاد غوانمة التي لم تكف منذ اعتقال نجلتها عن مناشدة كافة الجهات المختصة للتدخل من أجل الإفراج عن ابنتها الحامل التي تعاني ظروفا صحية صعبة في السجن.
وقالت الأم إنها تشعر بالقلق الشديد على ابنتها لأنها كانت تعاني من الإعياء من قبل اعتقالها، وزادت حالتها سوءا بعد الاعتقال، خاصة أنها الآن حامل في شهرها السابع.
وأضافت أن وضع الأسرى في سجون الاحتلال مأساوي، حيث يمتنع الاحتلال عن تقديم الغذاء المناسب والدواء لهم، لاسيما مع انتشار الأمراض المعدية التي باتت تهدد حياتهم، الأمر الذي يجعل العائلة في حالة خوف وقلق على مصيرها وجنينها.
وأكدت أن أبناء الأسيرة يعانون بسبب غياب الأم، فهم بحاجة ماسة لها، ويشعرون بغصة عند رؤية الأطفال الآخرين برفقة أمهاتهم.
وناشدت والدة الأسيرة جهاد غوانمة، كافة المؤسسات المعنية بالأسرى وحقوق الإنسان بالوقوف إلى جانبها، والضغط على الاحتلال من أجل الإفراج عنها.
وتحدثت ابنة الأسيرة غوانمة عن الفراغ الذي تركه غيابها الإجباري لمدة 5 أشهر وقالت إنها اضطرت الآن لتكون أما ثانية لأشقائها الذين يصغرونها سنا، موضحة أن غياب والدتها غير حياتها بالكامل.
وأكدت أن كافة المحاولات لم تفلح في سد غيابها، فما زالت وإخوتها الصغار، تفتقد وجود والدتها ودعمها وضحكاتها وأحاديثها الطويلة، مشيرة إلى أن الفرحة غابت عن المنزل بغياب والدتها.
يشار إلى أن عدد الأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي بلغ 87 أسيرة، بحسب مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان.