الرئيسية| غزة| تفاصيل الخبر

الفقر يفتك بالنازحين في المخيمات والاحتلال يُشدد الحصار ويُضيق الخناق

04:51 م 01 أكتوبر 2024
الفقر يفتك بالنازحين في المخيمات والاحتلال يُشدد الحصار ويُضيق الخناق
الفقر يفتك بالنازحين في المخيمات والاحتلال يُشدد الحصار ويُضيق الخناق

يواصل الاحتلال حصاره الخانق على قطاع غزة منذ نحو العام، ويشدد الخناق على المواطنين والنازحين، متسبباً بحالة جوع وفقر، وُصفت بأنها غير مسبوقة منذ ستينيات القرن الماضي.

وتزامن الحصار، مع منع الاحتلال دخول مئات الشاحنات المُحملة بالمساعدات الغذائية والعينية إلى القطاع، وفرض حصار مالي خانق، منع بموجبه وصول الحوالات المالية، وكذلك منع الاحتلال وصول الأموال وخلق أزمة في السيولة، ودمر المصانع، والمزارع، ما تسبب بفقدان عشرات الآلاف من العمال مصادر دخلهم، وبالتالي تعميق حالة الفقر.

عمال بلا عمل

المواطن محمد الزاملي، أكد أنه كان يعمل في قطاع الزراعة قبل الحرب، ويحصل على دخل يومي غير منتظم، يعيل فيه اسرته، ويُوفر احتياجاتهم، لكن منذ بدء العدوان فقد عمله، ولم ينجح بالحصول على أي فرصة عمل في أي مجال من المجالات.

وأوضح الزاملي لـ"فلسطين بوست"، أنه نزح عن منزله، وعلم لاحقاً أنه تعرض للتدمير، وها هو يعيش نازح في خيمة بالية غرب محافظة خان يونس، ولا يوجد في جيبه حتى شيكل واحد، ويعيش على تكيات الطعام، أو مساعدات شحيحة يتسلمها على فترات متباعدة.

وبين أن الفقر والجوع نهش أسرته، وبات هذا واضحاً من خلال تراجع أوزان أبنائه، وانخفاض مناعتهم، وتراجع صحتهم، فهو لا يستطيع شراء الطعام، ولا حتى شوادر يغطي فيها الخيمة لتدفئتهم مع اقتراب فصل الشتاء.

ولفت إلى أن الأمر وصل فيه للتجول على مؤسسات وجمعيات تقدم بعض المساعدات، لكنه لا يحصل إلا على الفتات، وهو لا يريد سوى عمل يحقق من ورائه دخل يعيل به أفراد أسرته.

بينما قال المواطن خالد عبد الكريم، إنه كان يعمل على مركبة أجرة في مدينة غزة، وقد اشتراها بالقسط، ودفع نصف ثمنها، وفي الأسابيع الأولى من العدوان جرى تدميرها، وقد نزح عن مدينة غزة، وترك المركبة كومة من الحديد، ويقيم حالياً غرب مدينة غزة، وفقد مصدر دخله، ومالك المركبة يطالبه بباقي ثمنها، وهو لا يستطيع توفير حتى قوت أبنائه.

وأكد عبد الكريم لـ"فلسطين بوست"، أنه سمع أن أي حرب تحدث في أي منطقة من العالم، يتم تقديم دعم للنازحين، مثلما حدث في سوريا، أو أوكرانيا، وتتولى منظمات إغاثية دولية ومحلية توفير خيام، وطعام، وماء، ودواء لهم، إلا في غزة، فالنازحون يواجهون الفقر والجوع والمرض، وتبعات الحصار.

ولفت إلى أنه حاول إقامة مشروع يعتاش منه وعائلته بمعاونة زوجته، وبدؤوا خطواتهم الأولى بإقامة فرن طين، وصنع المعجنات، لكن للأسف المشروع فشل، والفرن تحطم، وهو الآن بلا عمل مطلقاً.

الجوع والفقر يضربان مخيمات النزوح

وخلال الأشهر الماضية، تغلغل الفقر والجوع بشكل أكبر داخل مخيمات النزوح في مناطق مواصي خان يونس بشكل غير مسبوق، وبات النازحون يفتقدون لوجبات الطعام المنتظمة، وأطفالهم يتضورون جوعاً.

ويومياً يتهافت النازحون على تكيات طعام، أو محسنين ومبادرين، يوزعون مواد غذائية ودجاج على النازحين، لدرجة بات نازحون يقفون على الطرقات بانتظار وصول أية مساعدات.

وقالت المواطن يوسف رضوان، إن أبنائه يعيشون منذ أكثر من شهرين على ما تبقى لديهم من معلبات كانوا تسلموها قبل عدة أشهر، ولم يتذوقوا الخضار أو الدجاج منذ قرابة الشهرين، والوضع المادي للعائلة صعب وقاسي.

وأكد أنه يُرسل أبنائها في كل يوم للتجول على تكيات الطعام المجانية، والبحث عن أي شيء يمكن أن يسد جوعهم، وفي كثير من الأحيان يعودون بلا شيء، ما يضطره لفتح معلبات البازيلا سيئة المذاق، ليأكلوها.

وأكد رضوان أن الجميع تخلى عنهم، وتركوا في الخيام يواجهون مصيرهم الصعب، وسط الجوع والعطش، والخوف، والبيئة الملوثة.

بينما قال المواطن أسعد ماضي، إن الفقر في مخيمات النزوح وصل إلى حد لا يمكن احتماله، وهذا تزامن مع توقف شبه كامل للمعونات الغذائية، بسبب إجراءات الاحتلال، والناس يعانون الجوع الشديد، والمتسولون باتوا يملؤون الشوارع.

وقال ماضي إن الاحتلال لجأ لحيلة تجويع جديدة، فهو يسمح للبضائع التجارية بالدخول للقطاع، ويقلص دخول المساعدات لأقصى درجة ممكنة، والناس لا يمتلكون المال للشراء، فبعد 12 شهراً من التجويع والحصار المالي والاقتصادي، فقد غالبية المواطنين أعمالهم، وباتوا فقراء.

ولفت إلى أن الناس في السوق ينظرون لما هو معروض من سلع وبضائع، ولا يستطيعون شرائها، خاصة أن الأسعار باتت مرتفعة جداً، لاسيما الخضروات واللحوم، وكذلك الفواكه، والأزمة تتعمق والمشكلة تزيد، ولا أحد يحرك ساكناً، فحتى وكالة الغوث "الاونروا"، التي كانت توزع معونات غذائية بانتظام باتت تفعل ذلك على نطاق ضيق، ولمرات متباعدة.

تراجع كبير في دور "الأونروا"

ومازال الاحتلال يسعى جاهداً لتقويض دور وكالة الغوث الدولية، وهي أكبر مؤسسة داعمة للاجئين الفلسطينيين، من خلال منع إدخال مساعدات لصالحها، واغلاق مكاتبها في القدس، وتحريض دول العالم على وقف تمويلها، وغيرها من الإجراءات.

وأدى ذلك إلى تراجع كبير في دور المؤسسة الأممية، لاحظه اللاجئون في القطاع، اللذين اشتكوا من ذلك، وأثره عليهم، إذ قال اللاجئ صالح نصر، إنه يقيم في مواصي خانيونس منذ 5 شهور، لم يتسلم خلالها أي مساعدات من وكالة الغوث، سوى كيلو حمص وكيلو رز، وهذا أمر غير مسبوق في تاريخ الحروب والنزاعات، حيث كانت وكالة الغوث تُسلم النازحين كميات منتظمة من المعونات في السابق.

وأوضح نصر لـ"فلسطين بوست"، أن تراجع دور "الأونروا"، تسبب في تزايد أوضاع اللاجئين صعوبة، خاصة أنه تزامن مع تراجع مماثل في دور منظمات إغاثية أخرى، منها برنامج الغذاء العالمي وغيرها.

وأطلق المفوض العام لوكالة الغوث الدولية "فليب لارزيني"، 3 مناشدات خلال الاجتماع الوزاري باستضافة الأردن والسويد، على هامش الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي عُقدت مؤخراً.

‏وأكد لارزيني أن وقف إطلاق النار أمر حتمي، والوكالة ضرورية لضمان انتقال قابل للتطبيق.

‏وتابع: " في غياب الدولة، لا يمكن إلا للأونروا تلبية احتياجات التعلم والرعاية الصحية للاجئي فلسطين.

‏وأكد أنه تم تأمين التمويل لعمليات الأونروا حتى نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر فقط، مع عجز قدره 80 مليون دولار أمريكي لعام 2024، مبيناً أن العام 2025 غير مؤكد إلى حد كبير إثر التعليق الكبير للتمويل، وتخفيضات الميزانية المتوقعة في الدول المانحة الكبرى، التي قلصت تمويلها لوكالة الغوث

‏وشدد لارزيني على ضرورة رفض المحاولات الرامية إلى تشويه سمعة الأونروا وإنهاء عملياته، مشدداً على أهميتها الكبرى للاجئين الفلسطينيين.

كتب: محمد الجمل
 

محدث مجزرة طولكرم.. 18 شهيدا وعدد من الجرحى جراء قصف الاحتلال مقهى وسط المخيم

10:40 م 03 أكتوبر 2024
مجزرة طولكرم.. 18 شهيدا وعدد من الجرحى جراء قصف الاحتلال مقهى وسط المخيم

ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجزرة في مخيم طولكرم بالصفة الغربية، بقصف طيرانه الحربي مقهى داخل حارة الحمام بالمخيم، أسفر الاستهداف عن ارتقاء وإصابة عدد كبير من المواطنين.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، بانتشال 18  شهيداً، وعدد من الجرحى، جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي لمقهى داخل حارة الحمام، في مخيم طولكرم.

وذكرت مصادر محلية إن من بين الشهداء الذين تم التعرف على هوياتهم: طارق الدش، وغيث رضوان سلامة، وأيمن الطنجة وناصر خريوش وزوجته وأولاده الذين يقطنون في منزل ملاصق للمقهى المستهدف، وشهداء من عائلتي العوفي ونافع.