تربط شعرها الناعم أمام مرآة مكسورة كأحلامها التي دفنت مع عائلتها التي قصفها الاحتلال الإسرائيلي شمال قطاع غزة، العالم يرى من الصورة أن طفلة كمثلها ينبغي أن تكون خلفها أم تمشط شعرها وتطبع قبلة على جبينها كل صباح، ولكنه ينظر بعين ترى تارة وتعمى أخرى، ويبقى أصحاب الضمائر الذين يبكون لحقيقة معاناتها ويدعون كل يوم ألا يعيش أطفال آخرون معاناتها هم الأمل.
جنى أحمد المطوق، فقيدة القلب والروح، فقيدة الحب والعطف، لعنة الحرب ووجعها، الألم الدائم طوال عمرها.
تقول جنى أنها فقدت أسرتها و 60 شخصا من عائلتها في قصف غادر على منزلهم شمال قطاع غزة.
كانت تنام بهدوء عند جدتها، لتستيقظ صباح يوم الجمعة على خبر الفاجعة بقصف بيت أهلها واستشهادهم جميعا.
لم ترى أي واحد منهم، حتى شقيقتها التوأم شريكة الضحك واللعب والأهداف، استشهدت دون أي نظرة وداع، فأي العيون ستعلق بعينيها، غادروا جميعا وتركوها تواجه مصير سكان قطاع غزة المؤلم وسط حرب مستمرة لليوم 361 على التوالي.
اليوم تعيش حزنها نازحة في دير البلح، ترغب أن تزور قبورهم في شمال القطاع الذي فصله الاحتلال عن جنوبه ومصير الأشخاص الذين يقررون العودة لديارهم الموت بلا أي رحمة، طلقة أو صاروخ وينتهي حلم العودة لبيوتهم.
جنى لا تدرك ماذا بعد، وكيف هي الحياة بدون الأهل والسند، تعيش مع جدتها في مركز إيواء لتتولى أمورها واحتياجاتها، ولكنها ستكبر يوما لتجد نفسها وحيدة، قتل الاحتلال الحياة بقلبها وأبقاها جسدا بلا روح.