لم يخلف القائد يحيى السنوار وعده الذي طالما قطعه بأن يرتقي في أرض المعركة، واقفا كالأشجار، مقبلا غير مدبر.
فبعد أشهر من بدء العملية العسكرية في مدينة رفح، وتطويق حي تل السلطان بالكامل، وتفجير أغلبه، ارتقى السنوار في منتصف المعركة، وأكثر مناطقها التهابا.
وعلى مدار عام كامل روج الاحتلال للإعلام بأن السنوار مختبئ في أحد الأنفاق محاطا بمجموعة من الأسرى الإسرائيليين، وجاء استشهاده واقفا على أرض المعركة ضربة ثانية للاحتلال، بعد الضربة الأولى في السابع من أكتوبر.
كيف ارتقى الأسد؟
ضجت منصات التواصل الاجتماعي أمس الأربعاء باسم القائد يحيى السنوار، بعد نشر الاحتلال خبر ارتقاء السنوار بقصف غير مقصود في تل السلطان برفح.
وذكرت المصادر أن جيش الاحتلال رصد حركة لثلاثة أشخاص في تل السلطان واشتبك معهم دون معرفة هويتهم، وبعد الاشتباك لجأ السنوار إلى أحد المباني مرتديا لثامه، ثم قصف الاحتلال المبنى بقذيفة دبابة ما أدى إلى ارتقائه.
وبحسب مقاطع الفيديو المتداولة، ظهر السنوار ملثما داخل منزل، وعندما رأى طائرة مسيرة تابعة للاحتلال تتجه نحوه، نظر إليها بثبات، وألقى لوحا خشبيا صوبها.
من هو يحيى السنوار
ويحيى إبراهيم السنوار هو رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وأحد مؤسسي جهاز المجد الأمني التابع للحركة.
بدء السنوار الانخراط في العمل المقاوم منذ الثمانينات، حيث شارك في الانتفاضة الأولى التي اندلعت عام 1988، واعتقله الاحتلال بعد سلسلة من العمليات ضد الاحتلال، وحكمت عليه المحكمة 4 أحكام بالسجن مدى الحياة، و25 عاما.
قضى السنوار في سجون الاحتلال 22 عاما، وخرج مع جموع الأسرى المفرج عنهم في صفقة وفاء الأحرار مقابل إطلاق سراح جلعاد شاليط.