أعلنت السلطة الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، عن تشكيل لجنة عمل خاصة لإدارة شؤون قطاع غزة، وذلك بتوجيهات من الرئيس محمود عباس، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وخلال الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء، صرّح رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى بأن هذه الخطوة تأتي في إطار تأكيد الحكومة الفلسطينية على وحدة أراضي الدولة الفلسطينية وتعزيز الوحدة الوطنية.
وأضاف مصطفى:
"حرصًا على تعزيز الوحدة الوطنية، قررت الحكومة الفلسطينية التي تنضوي تحت قيادة الرئيس محمود عباس تشكيل لجنة عمل لإدارة شؤون قطاع غزة، وضمان تقديم الخدمات الأساسية للسكان المتضررين".
جهود إعادة الإعمار والتنسيق مع الدول الشقيقة
وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني أن الحكومة، بالتنسيق مع مصر والأطراف الدولية، تعمل على تسريع وصول المساعدات الإنسانية، وفتح الطرق وإزالة الركام، وتوفير مراكز إيواء مؤقتة للمتضررين، في إطار خطة شاملة لإعادة إعمار غزة.
كما أشار إلى أنه تم إنشاء "الفريق الوطني للتحضير لإعادة الإعمار" في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والذي يعمل بالتعاون مع المؤسسات الأممية والدولية لضمان إعادة إعمار ناجحة تلبي احتياجات المواطنين.
وأضاف:
"تعمل الحكومة من خلال غرفة العمليات الحكومية للتدخلات الطارئة في غزة، بالتنسيق مع مختلف الشركاء، لضمان استمرار الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء وصحة وتعليم".
مخاوف من تعميق الانقسام الفلسطيني
في سياق متصل، صرّح إحسان عطايا، عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، بأن أي قرار يتعلق بغزة يجب أن يتم بالتفاهم مع قيادة المقاومة.
وأضاف في تصريح خاص لـ"الجزيرة نت": إن "أي خطوة يتم اتخاذها دون التشاور مع قوى المقاومة في غزة لا تخدم المصلحة الوطنية، بل قد تسهم في تعميق الشرخ الفلسطيني، وهو ما يستفيد منه الاحتلال وأعداء القضية الفلسطينية."
وقف إطلاق النار ومستقبل غزة
تأتي هذه التحركات في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل، الذي بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني 2025 بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة.
ويتكون الاتفاق من ثلاث مراحل، حيث تستمر المرحلة الأولى 42 يومًا، يتم خلالها التفاوض على تفاصيل المرحلة الثانية، وسط ترقب فلسطيني ودولي حول مستقبل غزة وإعادة إعمارها.
ومنذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى 19 يناير/كانون الثاني 2025، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي إبادة جماعية مدعومًا من الولايات المتحدة، مما أسفر عن: أكثر من 159,000 بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 14,000 مفقود لا يزالون تحت الأنقاض أو مجهولي المصير، عدا عن دمار واسع للبنية التحتية، شمل المستشفيات والمدارس والمباني السكنية.
مستقبل غزة في ظل القرارات الجديدة
بينما تسعى السلطة الفلسطينية إلى تعزيز دورها في إدارة شؤون غزة، يبقى التساؤل مفتوحًا حول مدى فعالية هذه اللجنة، وإمكانية تحقيق إجماع فلسطيني حول مستقبل القطاع في ظل التحديات السياسية والإنسانية الراهنة؟.
أقرأ أيضًا: حماس: مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بدأت