مجددًا حزمت ولاء سعد ما تمكنت حمله من أمتعتها واتجهت نحو المحافظة الوسطى، عقب اتساع دائرة التهديدات الإسرائيلية باجتياح مدينة رفح التي قصدتها نازحة في المرة الأولى بعد هجوم الاحتلال البري على خان يونس، وإجبار معظم سكانها على النزوح في الأيام الأولى من شهر ديسمبر.
لم يصدر أمرًا إسرائيليًا بإخلاء أي منطقة داخل محافظة رفح بعد، لكن سكان القطاع الذين نزحوا مجبرين إلى المدينة الأصغر والأفقر في القطاع، باتوا يعيشون أيامًا مليئة بالخوف والقلق، بسبب تصريحات الاحتلال بقرب الاجتياح البري لرفح.
ووفق الأمم المتحدة، فقد وصل عدد النازحين داخل مدينة رفح إلى مليون نازح منذ بدء العدوان على قطاع غزة، يعيش معظمهم في منشآت الأونروا المكتظة، والخيام.
قصف متواصل
وتشهد مدينة رفح منذ أيام قصفًا جويًا وبريًا وبحريًا متواصل، راح ضحيته عشرات المدنيين، معظمهم من النازحين، إلى جانب تكرار استهداف مركبات الشرطة، وارتقاء عدد منهم.
فوفق وزارة الصحة الفلسطينية، وصل إلى مستشفى أبو يوسف النجار بمدينة رفح، 58 شهيدًا خلال الساعات الأخيرة فقط، معظمهم من الأطفال.
وشكلت كثافة الاستهدافات الأخيرة لمدينة رفح، خوفًا كبيرًا لدى النازحين فيها، من أن تكون الضربات مقدمة لاجتياح بري للمدينة.
نزوح متكرر
وقالت النازحة جيهان عبد الله إنها لجأت إلى مدينة رفح بعد أن نزحت عدة مرات داخل المحافظة الوسطى، حيث اضطرت لترك منزلها الذي تعرض للقصف، واللجوء لمنازل الأقارب في الزوايدة والنصيرات.
وأضافت أن منشورات الإخلاء التي ألقاها الاحتلال على المحافظة الوسطى الشهر الماضي، دفعتها للنزوح إلى رفح بحثًا عن ملاذ آمن، لكن خوفها تجدد بعد التهديدات الأخيرة بالاجتياح البري.
وذكرت أنها باتت تفكر في العودة من جديد إلى النصيرات، علها تجد هناك مكانًا آمنًا، رغم يقينها أن الاحتلال يستهدف كل شبر في القطاع.
تهديدات مستمرة
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن عزم الأخير شن عملية عسكرية برية في مدينة رفح جنوب القطاع، لتدمير 4 كتائب قتالية تابعة لحماس، وتحقيق النصر المطلق على حد وصفه.
وذكر أنه وضع خطة لإجلاء سكان رفح قبل البدء بالعملية العسكرية، دون أن تحدد التصريحات إلى أين سيذهب النازحون في حال حدث الاجتياح.
أما صحيفة يدعوت أحرونوت فقد نقلت خبرًا أن الجيش صادق بالفعل على عملية عسكرية في رفح جنوب القطاع، تتضمن ضرورة إجلاء الفلسطينيين.
تحذيرات من حمام دم في رفح
حذرت دول عربية وأوروبية، وهيئات أممية، من وقوع كارثة في مدينة رفح في حال أقدم الاحتلال على أي عمل عسكري داخل المدينة المكتظة بالسكان والنازحين.
وأعربت كلا من مصر، والأردن، وسلطنة عمان، والإمارات، عن قلقها إزاء التهديدات الإسرائيلية الأخيرة، كما دعت قطر، مجلس الأمن الدولي، للتحرك العاجل، والحيلولة دون إقدام الاحتلال على الاجتياح.
ونقلت وكالة إن بي سي للأنباء عن مسؤول أمريكي قوله إن الانقسامات تتزايد بين إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ونتنياهو، لكن خطة غزو رفح هي الخلاف الأكثر إلحاحًا، حيث صرحت الخارجية الأمريكية في وقت سابق أنها لن تدعم العملية.
مفاوضات مستمرة
رغم كثافة التصريحات النارية من مسؤولي الاحتلال إلا أن المفاوضات المتعلقة بصفقة تبادل الأسرى ما زالت مستمرة، وسط تسريبات تفيد بتعقيدها تارة، وبنجاحها بإحراز تقدم تارة أخرى.
فقد كشف موقع والا العبري أن اجتماعًا سيعقد يوم الثلاثاء المقبل لتباحث الصفقة، وسيضم كلا من الولايات المتحدة الأمريكية، ومصر، وقطر، و"إسرائيل".
ويرجح محللون أن الاحتلال يستخدم التهديد باجتياح رفح كورقة ضغط من أجل إجبار حركة حماس على تقديم تنازلات.