الرئيسية| غزة| تفاصيل الخبر

بسيارتين مدنيتين إحداهما لعائلة نازحة.. "فلسطين بوست" تكشف كيف وصلت القوات الخاصة لسوق النصيرات

02:55 م 10 يونيو 2024
بسيارتين مدنيتين إحداهما لعائلة نازحة.. "فلسطين بوست" تكشف كيف وصلت القوات الخاصة لسوق النصيرات
بسيارتين مدنيتين إحداهما لعائلة نازحة.. "فلسطين بوست" تكشف كيف وصلت القوات الخاصة لسوق النصيرات

لم يكن معهوداً أن تتسلل قوة إسرائيلية خاصة إلى قلب مخيم مكتظ بالسكان في غزة، وتنفذ عملية واسعة، ترتكب خلالها واحدة من أكبر المجازر على مستوى القطاع.

لكن ما حدث قبيل ظهر السبت الماضي، كان مفاجئاً بل صادماً، إذ فوجئ سكان مخيم النصيرات بوابل من النيران من الأرض والجو والبحر، بالتزامن مع وصول قوة إسرائيلية خاصة على متن مركبات مدنية إلى منطقة قلب السوق، وعملت على تحرير عدد من الأسرى ممن كانوا محتجزين لدى حركة ""حماس"، وقد ارتبطت تلك القوة بمجزرة بشعة.

"فلسطين بوست" تقصت الأمر، لمعرفة كيف وصلت القوة الإسرائيلية الخاصة لتلك المنطقة المكتظة، وما هي الأساليب والحيل التي استخدمتها كي تخدع الناس والمقاومين، ولم يتمكن أحد من اكتشافها، واستمعت لشهادات حية، ومواقف وتصريحات صدرت عن جهات ذات العلاقة.

تسلل في وضح النهار

ووفق ما رشح من معلومات فإن القوة الإسرائيلية الخاصة وصلت عبر مركبتين، سارتا خلف شاحنة تنقل مساعدات، وإحدى المركبتين، كانت تحمل فراش وأواني وحاجيات، ما يوحي أن على متنها أسرة نازحة من مكان إلى مكان، وهو مشهد بات دارجاً في القطاع، خاصة منذ اجتياح رفح.

 

وتناقلت عدة مواقع إخبارية، روايات مفادها بأن المركبتين انطلقتا من الرصيف البحري الأميركي، برفقة قافلة مساعدات إنسانية، حتى وصلتا إلى مخيم النصيرات، وسارتا وسط المركبات في زحمة السوق، دون أن تثيرا أية شكوك، كونهما تحملان لوحات تسجيل محلية.

بينما أكد مواطنون وشهود عيان لـ"فلسطين بوست" أن القوة الخاصة سرعان من انتشرت في السوق، وتوجه بعض أفرادها باتجاه أحد المنازل، ونصبوا سلالم حديدية فوق مركبة كبيرة وتسلقوها وتمكنوا من دخول المنزل عبر شرفة مطلة على الشارع "بلكونة"، وسط كثافة نارية غير مسبوقة من الطائرات، والدبابات، والبوارج الحربية.

وقال  شاهد عيان، بينما كان عدد من أفراد القوة ينصبون السلالم فوق البناية كان آخرون يطلقون النار باتجاه الناس في السوق، والشوارع المجاورة، وكان الشهداء يتساقطون.

تسلل
 

وأكد الشاهد الذي رفض ذكر اسمه، أن إحدى المركبتين كانت مهيئة لوضع السلالم فوقها، وهي مرتفعة، ما جعل الوصول لشرفة المنزل سهلة، وخلال دقائق.

ووفق المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، فإن جنود الاحتلال استخدموا مركبتين مدنيتين، وتنكروا بهيئة نازحين، ما مكنهم من الوصول للسوق بسهولة، مستغلين الازدحام.

وأكد المكتب الإعلامي الحكومي أن جيش الاحتلال قصف 89 مبنى ومنزل سكني مأهول خلال المجزرة، ما تسبب باستشهاد 274 مواطناً، بينهم 64 طفلا، و57 سيدة، إضافة لنحو 700 مصاب.

ووثق المرصد "الأورومتوسطي" لحقوق الإنسان، مجموعة من الشهادات المروعة، لعمليات إعدام ميدانية نفذتها قوات الاحتلال في مخيم النصيرات، منها استخدام الاحتلال سلم خارجي لدخول منزل الدكتور أحمد الجمل، وفور دخول الجنود المنزل أعدموا المواطنة فاطمة الجمل، ثم جرى اقتحام المنزل وإعدام زوجها الصحفي عبد الله الجمل، وكذلك إعدام والده الدكتور أحمد أمام أحفاده، قبل أن يُطلق الجنود النار على ابنته زينب، ما تسبب بإصابتها بجروح بالغة.

ولاحقاً قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن أسيرة إسرائيلية كانت متواجدة في المنزل الذي جرى اقتحامه، وتم تحريرها منه.

مواجهات عنيفة

ورغم تمكن القوة من الوصول للسوق، إلا أن مهمتها لم تكن سهلة، فرغم كثافة النار، إلا أن اشتباكات مسلحة ضارية اندلعت ما بين عناصر القوة ومقاومين، تسببت وفق اعتراف الاحتلال بمقتل قائد القوة الإسرائيلية.

وأكد شهود عيان ان المواجهات المسلحة كانت وجهاً للوجه، وأن المقاومين أمطروا عناصر القوة بالرصاص والقنابل، ولولا وجود عشر طائرات في الجو، عدا عن طائرات كواد كابتر التي كانت تحلق في المنطقة، وتطلق النار، لكانت خسائر جيش الاحتلال أكبر، ولربما فشلت عملية تحرير الرهائن.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"، عن مسؤولين إسرائيليين قولهم، إن القتال العنيف في مخيم النصيرات كاد يمنع الرهائن وفريق "الكوماندوز"  من الخروج أحياء.

وأكدت صحف عالمية، أن معلومات استخباراتية أميركية قادت للوصول لمكان احتجاز الرهائن، وأنه لولا مساعدة أميركا، لما أنجزت إسرائيل المهمة، وسط ترجيحات بمشاركة فرق كوماندوز أميركية ضمن العملية.

في حين علقت صحيفة "هآرتس"، الإسرائيلية على ما حدث قائلا: " الجيش الإسرائيلي يعتقد أنه على إسرائيل الدفع بصفقة تبادل لتحرير كل المختطفين حتى لو كان الثمن باهظاً.."

بينما حذرت وسائل إعلام عبرية من مخاطر تكرار ما حدث، معتبرة أن حركة "حماس"، ستأخذ العبر، وأي محاولة أخرى لتحرير رهائن، ربما ستنتهي بكارثة بالنسبة للرهائن وفرق الكوماندوز.

شكوك باستخدام الرصيف البحري الأميركي

من جهته ندد المرصد "الأورومتوسطي" لحقوق الإنسان، بالمجزرة الإسرائيلية التي ارتكبت في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة، داعياً للتحقيق في استخدام الرصيف الأميركي العائم المخصص لنقل إمدادات إنسانية في أغراض عسكرية ساهمت في المجزرة.

ووفق المرصد فإن القصف الإسرائيلي ركز على منطقة السوق المركزي الذي يضج بالآلاف من السكان يومياً في مخيم النصيرات والمناطق المحيطة، وطال لاحقاً اغلب مناطق وسط القطاع.

وبحسب المرصد فقد اتسمت عملية جيش الاحتلال بشن هجمات جوية ومدفعية عشوائية كثيفة للتغطية على انسحاب القوات الإسرائيلية، ما أسفر عن خسائر مفرطة في أرواح المدنيين، ووقوع عدد كبير من الإصابات، وإلحاق أضرار واسعة بالأعيان المدنية.

تعليق القسام

ونشرت "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، مقطع فيديو قصير بعنوان "حكومتكم تقتل أسراكم"، حيث جاء في المقطع عبارات تؤكد أن جيش الاحتلال قتل 3 أسرى أحدهم يحمل الجنسية الأميركية، مقابل تحرير الأسرى الأربعة.

وبدا أن فصائل المقاومة في غزة وعلى رأسها حركة "حماس"، مازالت متمسكة بنفس الموقف، رغم ما حدث في النصيرات، خاصة مع امتلاكها أكثر من 115 أسيراً حتى الآن، إذ اكدت في بياناتها أن إسرائيل لن تحصل على أسراها، إلا بموجب صفقة ترتضيها المقاومة، ويتوقف بموجبها العدوان، ويتم تحرير أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

كتب: محمد الجمل