لم يملك الأسير حسن جرادات وسيلة للاحتجاج على اعتقاله الإداري، سوى الإضراب عن الطعام، فهي وسيلة الضغط و المقاومة السلمية التي يلجأ لها الأسير الفلسطيني في محاولة منه لإجبار إدارة السجون الاستجابة لمطالبه الحياتية والإنسانية وحقه المشروع.
اعتقل الاحتلال الأسير حسن جرادات إداريًا بدون تهمة، على الرغم من وضعه الصحي، حيث يعاني من أمراض مزمنة كارتفاع السكر بالدم والدهنيات، ويعاني من حصى في الكلى وبحاجة إلى تناول الأدوية بشكل يومي، ولم يتم عرضه على طبيب مختص أو تقديم العلاج اللازم له، وفق بيانٍ لهيئة شؤون الأسرى والمحررين.
تحدثت والدة الأسير حسن جرادات لفلسطين بوست عن اعتقال نجلها، مبينةً أن هذا الاعتقال هو السابع للأسير حسن، حيث استمر اعتقاله الأول لعامين ونصف، وباقي الاعتقالات الستة كانت إدارية، كما اعتقلته السلطة عدة مرات.
وأوضحت أنها علموا من المحامي أنه مضرب عن الطعام لليوم التاسع على التوالي ويقبع في " معتقل توقيف حوارة"، مشيرةً إلى أن المحامي بث في قلوبهم بعض الاطمئنان على صحته ووضعه، و لكن للأسف بالأمس جدد الاحتلال توقيفه لمدة 72 ساعة ولا يزال مضربًا عن الطعام .
زوجة الأسير حسن حمّلت الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياته، لأن اعتقالهم غير مبرر حسب قولها، كما حملت الأجهزة الأمنية المسؤولية كونها مسؤولة عن حماية أبناء الشعب الفلسطيني وأمنهم داخل منازلهم.
وعن وضعه الصحي قالت: " وضع الأسير حسن الصحي لا يسمح له بخوض إضراب طويل المدى، نظرًا لمعاناته مع مرض السكري ولكنه أعلن إضرابه لرفضه لاعتقاله الإداري من بين عائلته وأبناءه، مبينةً أن فقد بنات الأسير لوالدهن موجع، وفقد طلابه في المدرسة ليس له مبرر ولا نتيجة، لأنه اعتقل إرضاءً للحكومة الإسرائيلية، وبإذن الله لن ينجحوا في خططهم مع رجال وأبطال الشعب الفلسطيني.
وأضافت أن الأسير حسن والد حنون لبناته وطلابه في المدرسة فهو صديقهم ومعلمهم، وداخل عائلته الابن البار المحبوب، سائلةً الله الأجر والثواب على الصعاب التي يواجهها الشعب الفلسطيني من حرمان وفقد.
القيادي في الجهاد الإسلامي محمد جرادات قال: " اعتقال حسن هو مثال ونموذج صارخ للتنكيل والإجرام بحق الشعب الفلسطيني، وهذه الحملة على حسن تؤكد أن هناك في ماضيه ما يبعت القلق في نفوس الاحتلال".
وبين أن الأسير حسن ليس له نشاط متجدد وهو ما يعلمه الجميع وتعلمه المخابرات الإسرائيلية، مشيرًا أن إضراب حسن مع اعتقاله يأتي كصرخةٍ بوجه هذا الاعتقال المتسلسل الذي يستهدفه كل عام تقريبًا، حيث يعتقله الاحتلال لشهور بطابع سياسي وليس أمني.
وأوضح أن إضرابه يأتي في سياقه الطبيعي مع إخوانه الأسرى، ومن المتوقع ألا يطول، وأن يحقق هدفه بالإفراج عنه، لأن النيابة الإسرائيلية لن تجد مادة تقدمها أمام القضاء.
وأضاف أن التخوفات التي يحاول الاحتلال زرعها في عقول وقلوب الناس لاستشهاد رمز الإضراب في السجون الشيخ خضر عدنان لن تفلح، لأن سياق إضراب خضر كان مختلفًا عن سياق الإضرابات الراهنة، مؤكدًا ضرورة دعم وسائل الإعلام والجمهور الفلسطيني لإضراب حسن والوقوف في ظهره، ليرضخ الاحتلال لمطالبه هو وأصدقاءه الأسرى.
وختم قوله أن محاولة الاحتلال نقله إلى عتصيون ومراكز التوقيف لثنيه عن خطوته النضالية لن تفيده، فالأسير الفلسطيني دائمًا هو صاحب الحق، وينبغي العمل على إخراجه ليكون بين أسرته وبلدته وأهله.
يشار إلى أن عدد الأسرى في سجون الاحتلال بلغ 5100 أسير، بينهم 165 طفلًا، و33 أسيرة، و1200 أسير رهن الاعتقال الإداري، وفقًا لمؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان.
رغم إصابته.. لايزال الاحتلال يعتقل الجريح أنور عبد الغني