صوب القدس، مبادرة في عقربا تبدأ بحافلة واحدة لترتفع إلى 50 أخرى

صوب القدس

بدأ منذ الساعات الأولى من فجر اليوم، زحفٌ كبير من كافة أرجاء الضفة الغربية والداخل المحتل نحو المسجد الأقصى المبارك، لأداء صلاة الجمعة الأخيرة في شهر رمضان.

ورغم تيقن الزاحفون لما سيواجهونه من صعوبات وعقبات كثيرة، قد تحول دون وصولهم للمسجد الأقصى، بسبب الانتشار الكثيف لشرطة وجنود الاحتلال في كافة أرجاء المدينة المقدسة، إلا أن ذلك لم يمنعهم من المحاولة، وكلهم أمل بالوصول للمسجد، ونيل ثواب الصلاة فيه.

ورصدت "فلسطين بوست"، ازدحامات شديدة على حواجز الاحتلال، خاصة حاجز قلنديا، ومحاولات شبان الوصول لمدينة القدس عبر سلوك طرق التفافية، فيما حمل مصلون سجادات الصلاة معهم، لتأدية الصلاة في الشوارع المتاخمة للمسجد الأقصى حال عجزوا عن الوصول اليه.

صوب القدس

انطلقت عدسة "فلسطين بوست" لترصد أجواء مبادرة "صوب القدس"، وهي مبادرة تطوعية خرجت من بلدة عقربا قضاء نابلس، تبرع أحد المواطنين بتوفير حافلة لتقل أهالي البلدة إلى المسجد الأقصى المبارك مجانًا، حيث بدأت بالإعلان عن حافلة واحدة عبر فيسبوك، ثم وصلت لـ 50 حافلة.

المواطن يوسف ديرية من بلدة عقربا جنوب نابلس، كان صاحب فكرة الباص الأول قال لـ "فلسطين بوست": "الفكرة ابتدأت بالتبرع بحافلة واحدة تنقل الأهالي من عقربا للمسجد الأقصى مجانًا من خلال منشور على الفيسبوك، لتتوالى الاتصالات عليا من المسجلين للذهاب من ناحية ومن متبرعين ومتطوعين من ناحية أخرى ليرتفع العدد بعد ذلك لـ50 حافلة". 

بينما عبّر المواطنون المشاركون عن فرحتهم بمبادرة صوب الأقصى بقولهم: "اليوم أسعد يوم بحياتي، وحملة صوب القدس يجب أن تعمم على جميع المدن".

لم يتخلف الأطفال والمسنون عن المشاركة وشد الرحال للأقصى رغم الصعوبات المتوقعة من قبل الاحتلال، فقال أحد المسنين المشاركين في المبادرة: "القدس هي نفسنا الي بتنفسه، والإنسان بدون نفس ما بعيش".

ويُحيي الفلسطينيون آخر جمعة من شهر رمضان المبارك في المسجد الأقصى المبارك لمن استطاع إليه وصولا، حيث يطلقون عليها اسم "الجمعة اليتيمة"، ويشد عشرات آلاف الفلسطينيين الرحال للمسجد الأقصى من مختلف مدن الضفة المحتلة، والداخل المحتل، لإعماره وأداء الصلوات فيه. 

وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس أن 130 ألف مصل أدوا صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان المبارك في المسجد الأقصى، ومن المتوقع أن تكون الأعداد اليوم هي أكبر من هذا الرقم وفق للمصادر العبرية، التي تتابع وتحدث بشكل دوري عدد الفلسطينين الذين يدخلون الأقصى منذ ساعات الصباح. 

عشرات الآلاف يؤدون صلاة القيام في المسجد الأقصى