سارة طفلة فلسطينية من قطاع غزة تبلغ من العمر 8 أعوام سمعت جارتها خولة تغني وتقول: الحزن يزداد فينا كل يوم.
فركضت لوالدتها وقالت: لم يا أمي نعيش الإبادة؟ لم كتب علينا الوجع، لمَ رحلت صديقتي سلمى، لم لم ينصرنا إخوتنا .. هل غابوا وانشغلوا عنا .. ألهم أطفال كمثلنا؟ .. لم بقينا وحدنا نواجه الخراب والحزن ولا نفرح من جديد!
سارة مثال حي لواقع الأطفال في غزة، مجبرون على قبول الحياة بشكلها الحالي الخالي من الفرح والمتعة، أما الأهل فيجتهدون بشق الأنفس لصناعة البهجة في قلوبهم وتعويضهم عن فقدان سعادتهم وأحلامهم مع غارات الاحتلال المتتالية التي إما أن تصيبهم أو تقتلهم.
الأطفال هنا يتناقلهم الأهل بلا رؤوس، أشلاء ممزقة، أرواح هالكة، وجوه شاحبة، أعمار كاذبة تفوق قلوبهم وعقولهم.
عجزت عن تخيل مشاهد الصغيرات في مدينتي، ذات يوم رأيت فتاة تبلغ من العمر 10 أعوام تحمل قلن الماء الذي يتسع ل12 لترا لمسافة بعيدة وهي تهتز يمنة ويسرة من ثقل وزنه، هي التي يجب أن تحلم بلباس الأميرات وتحتار أي تساريح الشعر تختار، اليوم أجلت أحلامها وتحطمت آمالها ولا هدف أمامها سوى الحصول على الماء والطعام لأسرتها!
أما تلك الرضيعة فشقت قلبي نصفين.. بأصابعها الصغيرة ورجليها الناعمتين وجسدها الرقيق الذي بترت فيه ذراعها.. فأتساءل أيقوى شديد الجسم على البتر لتقوى حبيبتي الصغيرة.. ثم يسرع الخبر نحوي بارتقاءها أمام نظر المسلمين كافة! فأكتفي بدموع عرفت مجراها فاستفشت فيه
أسلحة أميركية فتاكة تجرب في الصغار لأول مرة الوجع فوق طاقتهم، والموت اختار كل الطرق ونفذها معهم، الفقد استوحش فيهم، وكثير منهم هائمون في طريقهم فاقدون لبوصلة الأهل الأكثر دقة ورحمة! فالعائلات أبيدت وبقي بعض الناجين الصغار.
قبل حرب الإبادة كان الأطفال يختارون أجمل الألعاب ليتفاخروا أيهم يملك ألعابا كثيرة ومتنوعة، أما اليوم فلا وقت للعب، قناصة الاحتلال تنتظرهم من بعيد لتتفنن في اختيار شكل الموت لهم، يراهم العالم بصورة واضحة.. فهل ينتصر لهم هذه المرة؟!