أيقونة العملات

العملات

الدولار اليوم
اليورو اليوم
أيقونة الطقس

الطقس

أيقونة الإشعارات

اشعارات

تقارير بوست

الاحتلال يتضيق الخناق على غزة والدبابات تبدأ بعزل المدينة وحصارها

3 أكتوبر 2025

بدأ الاحتلال بعزل مدينة غزة فعلياً، من خلال فرض تدريجي للسيطرة على محور "نتساريم"، الذي يربط المدينة بباقي أنحاء القطاع.

وبدأ العزل التدريجي لمدينة غزة بعد فرض سيطرة كاملة على محور يفصل شمال القطاع عن المدينة، ثمة إغلاق شارع صلاح الدين، ونشر قوات كبيرة شمال وجنوب المدينة، حتى بات شارع الرشيد هو آخر طريق يربط المدينة بأنحاء القطاع.

احتلال وعزل لغزة

وظهر الأربعاء الماضي، أعلن جيش الاحتلال إغلاق "محور نتساريم" أمام حركة الفلسطينيين الراغبين بالتنقل من وسط وجنوب قطاع غزة إلى شماله.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: "خلال الساعات الأخيرة بدأت قوات الفرقة 99 نشاطا بريا مركّزا شمال قطاع غزة، بهدف تعزيز والحفاظ على السيطرة العملياتية على محور نتساريم".

وأضاف أنه تم "إغلاق محور نتساريم للتقدم من الجنوب.. تم تحقيق سيطرة عملياتية على المحور".

في حين قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن الجيش يُحكم حصاره على مدينة غزة التي يقطنها نحو مليون فلسطيني بعد إكمال السيطرة على محور "نتساريم".

وأضاف: "سيشدد ذلك الحصار على مدينة غزة، وسيجبر أي شخص يغادرها جنوبا على المرور عبر حواجز الجيش".

وبعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي إغلاق شارع الرشيد "محور نتساريم" أمام حركة الفلسطينيين الراغبين بالتنقل من وسط وجنوب قطاع غزة إلى شماله،عمقت

قوات الاحتلال سيطرتها على المحور المذكور، بعد تقدم الدبابات غرباً، ووصلوها إلى مشارف شارع الرشيد الساحلي.

وأكد شهود عيان أن عدد من الآليات الإسرائيلية تقدمت صباح أمس الخميس باتجاه شارع الرشيد الساحلي المحاذي لمحور نتساريم وسط القطاع، وأقامت سواتر ترابية على بعد 500 متر شرق الشارع وأطلقت عدد من قنابل الدخانية ما تسبب بتوقف وعرقلة حركة النازحين.

ووفق شاهدات لمواطنين اجتازوا المحور فإن الأخير يخضع لسيطرة إسرائيلية جوية وبرية، إذ تُحلق مُسيرات إسرائيلية على الدوام فوق المحور، بينما تقف دبابات على بعد مئات الأمتار منه، وجرى نصب رافعة، ووضع كاميرات في مواجهة شارع الرشيد.

تضييق الخناق

وأثارت خطوة إغلاق المحور المذكور مخاوف الناس، وكثير من العائلات سرعت نزوحها، خوفاً من أن يتم حصارها في مدينة غزة، كما حدث عام 2024، حيث تم فرض مجاعة على المواطنين المتواجدين في مدينة غزة.

وأكد المواطن بسام هاشم أحد النازحين من مدينة غزة، إن اغلاق شارع الرشد شكل أزمة ومشكلة كبيرة، فالشاحنات التي تنقل النازحين تعود للمدينة لجلب عائلات أخرى، والآن لن تتمكن من ذلك، والشاحنة التي تخرج من غزة ستبقى جنوب القطاع أو وسطه، ما يعني أن من يرغب بالنزوح من المدينة عليه أن يخرج مشياً على الأقدام.

وأكد أن غالبية الشاحنات وهي في طريق عودتها للمدينة، كانت تنقل مواد غذائية لتجار ومواطنين، ممن قرروا البقاء في المدينة، والآن لن يصل شيء لغزة، وهذا يعني أن سكان المدينة سيواجهون مجاعة في القريب العاجل، وهو نوع من الضغط الإضافي عليهم.

في حين اعتبر المواطن مصطفى نصر الله أن الاحتلال بدأ فعلياً بحصار مدينة غزة، والحصار المذكور سيمر بمرحلتين، الأولى التي أعلن الاحتلال عنها مؤخراً، بإغلاق جزئي للشارع الرشيد، والمرحلة الأخرى توقع أن تأتي في وقت لاحق، عبر احتلال كامل ممر نتساريم، وسيطرة الجيش الإسرائيلي على شارع الرشيد، وأن يُجبر النازحون بعد ذلك على المرور عبر حواجز تفتيش تابعة لجيش الاحتلال، يتم من خلالها اعتقال البعض، وربما إعدام آخرون، كما حدث سابقاً على نفس المحور.

ويمثل "شارع الرشيد" الطريق الساحلي الرئيس الذي يربط شمال القطاع بجنوبه، ويعتمد عليه الفلسطينيون في تنقلاتهم، خاصة بعد إغلاق الجيش الإسرائيلي شارع صلاح الدين شرقي القطاع خلال الإبادة.

خطوة خطيرة

من جهته قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، إن إغلاق الجيش الإسرائيلي شارع الرشيد الساحلي، أحد الشرايين الحيوية لتنقل المدنيين بين محافظات القطاع، يمثل "جريمة جديدة وإجراء تعسفيا" ضمن سياسة الإبادة الجماعية المتواصلة منذ عامين.

كما حذّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من أنّ سيطرة الجيش الإسرائيلي على "محور نتساريم" و"شارع الرشيد" ومنع العودة إلى مدينة غزة تمثّل خطوة خطيرة لتفتيت وحدة أراضي القطاع عبر عزل المدينة وشمال القطاع وتحويلهما إلى مناطق محاصرة، بما يفرض على السكان ظروفًا قهرية تجعل بقاءهم مستحيلًا، وتؤدي عمليًا إلى تهجيرهم القسري.

وذكر المرصد الأورومتوسطي أن إسرائيل تعمل على تهجير ما تبقى من السكان في مدينة غزة عبر حرمانهم من الغذاء والدواء والوقود، وقطع الإمدادات الإنسانية عنهم، وتعميق سياسة التجويع المنهجي، وذلك في إطار نمط ثابت لجريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة.

وأوضح الأورومتوسطي، أنه تابع باستهجان شديد ما أعلنه الناطق باسم الجيش الإسرائيلي "أفيخاي أدرعي" بإغلاق شارع "الرشيد" أمام الحركة من منطقة جنوب القطاع، وبموجب ذلك يُمنع التنقل من وسط القطاع إلى مدينة غزة، في حين سيسمح في هذه المرحلة لمن لم يخل المدينة حتى الآن بالانتقال جنوبًا دون تفتيش، ما يؤشر إلى أن الجيش الإسرائيلي يستعد لإحكام العزل وفرض الإغلاق التام لاحقًا وإخضاع السكان لقيود تعسفية، وتحويل الحركة إلى مسار باتجاه واحد جنوبًا ومنع العودة، تمهيدًا لفرض واقع ديموغرافي جديد عبر تفريغ المدينة من سكانها.

كما أوضح المرصد أنّ هذه التصريحات تكشف عمليًا عن نية جيش الاحتلال الإسرائيلي العودة للتمركز في المنطقة، بما يحوّلها إلى ساحة قتل وتنكيل واعتقالات وإخفاء قسري بحق الفلسطينيين، على غرار ما كان يحدث قبل اتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير/كانون ثانٍ الماضي، الذي خرقته إسرائيل من جانب واحد قبل استكمال تنفيذه في مارس/آذار الماضي.

وشدد على أن تقسيم إسرائيل الأرض الفلسطينية، باعتبارها السلطة القائمة بالاحتلال، يعد انتهاكًا لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، حيث إن وحدة الأراضي وتواصلها وسلامتها هو نتيجة ضرورية ومتلازمة للحق في تقرير المصير، بحسب القانون الدولي العرفي، وهذا الحق يعد أيضًا قاعدة آمرة في القانون الدولي، أي أنه لا تقع عليه أي استثناءات مطلقًا.

كتب: محمد الجمل