أيقونة العملات

العملات

الدولار اليوم
اليورو اليوم
أيقونة الطقس

الطقس

أيقونة الإشعارات

اشعارات

جنين

عائلة قطناني .. بيت فلسطيني سلبت سجون الاحتلال أعمدته الأربعة

11 سبتمبر 2023

لا تتعدى أحلام عائلة قطناني من مخيم عسكر بمدينة نابلس، أن يجتمع كل أفرادها على مائدةٍ واحدة، أو في عيدٍ واحد أو أي مناسبة أخرى، فدائما فرحتهم منقوصة بنقصان عدد من أبنائها.

تحاول العائلة سد النقص بصورٍ لأبنائها الأسرى، والتي علقت على جدران منزلها، فكل صباح وكل مناسبة تقف الأم أمام صورهم لتعبر لهم عن اشتياقها لحضنهم ورؤيتهم خارج أسوار المعتقلات الإسرائيلية.

حسام الدين قطناني، حمزة قطناني، محمود قطناني، محمد قطناني، أسماء لأربعة أسرى أشقاء حرمهم الاحتلال من الاجتماع بعائلتهم خارج سجون الاحتلال، وحتى أنه منعهم من الالتقاء ببعضهم داخل سجنٍ واحد ففرقهم حتى في أسرهم.

كل بيت فلسطيني لا يكاد يخلو من شهيد أو أسير، ولكن عندما يكون معظم أبناء العائلة أسرى أو شهداء تزداد لوعة الفراق وتتضاعف، فهذه الأم اعتادت على دخول وخروج أبنائها وعلى تلبية طلباتهم.. وقتها مملوء فقط بهم.. فكيف سيصبح حالها عندما تفقدهم ولا تراهم أمامها مرةً واحدة؟

فإذا كان الشهداء قد رحلوا بأجسادهم عنا ودفنوا في باطن الأرض، فإن الأسرى قد غيبوا بداخل السجون، ونالوا أشد العذاب والحرمان من غاصب أرضهم، وسالب حريتهم.

مع كل هذا الألم الذي يعتصر قلبها، تحاول والدة الأسرى قطناني مواساة نفسها فتقول :"  الحمدلله احنا تعودنا ولازم نصبر، وأنا مش أول الناس ولا آخرهم".

وأردفت:" احنا شعب لازم نضحي عشان وطنا، حتى يتم تحريره من دنس الاحتلال".

وتروي والدة الأسرى الأربعة لعدسة "فلسطين بوست" حكاية الاعتقالات المتكررة لأبنائها فتقول:" حسام اعتقل منذ 10 سنوات على إثر اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال، فيما اعتقل حمزة  منذ ثمانية أشهر ولم تصدر محكمة الاحتلال بحقه أي حكم، مشيرةً أن هذا هو الاعتقال الثاني له".

واستكملت:" أما محمد اعتقل في الأول من الشهر الجاري، ويخضع للتحقيق حتى الآن ولم تصلنا أي معلومة إضافية عنه، أما محمود فقد اعتقل أثناء توجهه لزيارة شقيقه حسام في سجن مجدو".

والد الأسرى بين صعوبة الأمر عليه، إذ أنه بعد أن كان يتكئ عليهم كمسند ظهر له حرمه الاحتلال إياهم دفعة واحدة ويعبر عن ذلك بقوله:"أصبح البيت شبه خالي، البيت لا روح فيه، ولكن ما دام الأمر في سبيل الله، فليكن الله سبحانه وتعالى راضياً عنا وأنا أشكر الله على كل حال".

وتابع:" نحن أصحاب حق، حيث أننا هنا لاجئون اقتلعونا من أرضنا وعشنا النكبات والحروب المتتالية والمتوالية، فلا بد من أن نناضل ونقاتل حتى استعادة كافة أراضينا".

فما من بيت فلسطيني إلا وعانى مرارة الاعتقال، وما من فلسطيني إلا وجرب ويلات السجن والاعتقال، حتى شكلت تلك الاعتقالات ممارسة يومية ودائمة، وأداة إسرائيلية للانتقام ومحاولة بث الرعب والخوف في نفوس الفلسطينيين والتأثير على توجهاتهم بصورة سلبية، ولكن الإرادة والإيمان بأحقية هذه الأرض كانت أقوى من كل هذه الممارسات، حتى باتت الاعتقالات وحتى الموت في سبيل الله فكرةً ومبتغىً لكل فلسطيني.