تراودت أنباء استشهاد شاب من مخيم الأمعري وإصابة صديقه بجروح في أرجاء المخيم، وما هي إلا دقائق حتى جاءت أخبار بأن محمد رمانة وصديقه أحدهم شهيد والآخر جريح دون أن يتم تحديد الأمر بدقة.
والد الشهيد محمد رمانة من مخيم الأمعري حدثنا عبر عدسة فلسطين بوست عن هذه الدقائق قبل أن تصل الأخبار الأكيدة قائلاَ :" أخبرونا بأن محمد وصديقه أصيبا أحدهم إصابة خطيرة والآخر طفيفة دون أن يتم تحديد من الخطيرة ومن الطفيفة".
وعلى الجهتين سيدق الألم والحزن باب قلب هذا الرجل فكما قال :" إذا كانت الإصابة طفيفة لمحمد فهو ابني وان كانت الطفيفة لصديقه فهو أيضا ابني".
بدأت الأفكار تأخذني يميناً وشمالاً حتى سألت نفسي، يقول والده :" شو يعني إذا محمد استشهد؟ ماذا سأفعل"، وتابع :" حسمت أمري لحظتها سأحتسبه شهيداً عند الله".
وأردف:" بعد ساعات جاء خبر استشهاد نجلي ، وربط الله على قلبي حينها وثبتني ورددت إنا لله وانا اليه راجعون". وطالب بأن يكون دم نجله محمد طريقاً للوحدة الوطنية قائلاً :" ابني كان يرفض الاحتلال ودمه لازم يوحد الجميع".
وأكد والد الشهيد رمانة أن نجله محمد كانت أمنيته الوحيدة هي الشهادة، حتى أنه كان يبكي لله مطالباً بها وبأن يصطفيه الله كباقي شهداء الوطن، وكان دائمًا يردد مقولته "ليش يابا ربنا ما اختارني شهيد لليوم.. شكله زعلان مني".
وعن صفات الشهيد محمد وحبه الشديد للوطن والشهداء قالت شقيقته:" أخوي دائماً بسيرة الشهداء، كان عندو صفحة ينزل فيها عن الشهداء سماها أبطال فلسطين وهسة هو صار الشهيد وينزلو عنه".
وتابعت: " كان يخاف الله كثيراً، يبتعد عن كل ما يغضبه حتى إذا حانت لحظة الشهاده اصطفاه الله إلى جواره شهيداً ، وكان دائم الحديث بأنه سيكون شهيداً يوماً ما".
كما أكدت قريبة الشهيد رمانة أن محمد كان محباً لوطنه وأهله وسار على هذا الطريق لأنه يرفض الذل قائلةً :" محمد مرضي الوالدين، وسار على هاد الطريق كرمال وطنه وأهله".
من جهته، قال عم الشهيد محمد رمانة :" يتهافت هذا الجيل اليافع نحو الشهادة دون أن يلتفت وراءه ودون خوف حتى من الموت وأن هذا الطريق الذي يسلكه سينهي حياته"، مؤكداً أن محمد كان عاشقاً لهذا الطريق، ويحب أن يلتحق بكوكبة الشهداء الذين سبقوه ودائم الحديث عن ذلك.
وأكد رمانة أن الاحتلال كان بامكانه أن يعتقل محمد لكنه تعمد قتله عبر نصب كمين له وإطلاق النار على السيارة التي كان يستقلها بهدف اغتياله.
وأستشهد الشهيد محمد رمانة أمس الجمعة، عقب إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي، رصاصها الحي تجاه مركبة فلسطينية قرب مستوطنة "بسيغوت" المقامة فوق أراضي جبل الطويل شرق البيرة، ما أدى إلى استشهاد محمد، وإصابة صديقه إصابة طفيفة.