أيقونة العملات

العملات

الدولار اليوم
اليورو اليوم
أيقونة الطقس

الطقس

أيقونة الإشعارات

اشعارات

تقارير بوست

الهجوم الإسرائيلي على خانيونس.. مطاردة النازحين في الجنوب وفتك بالمدنيين

3 ديسمبر 2023

دخلت الحرب الإسرائيلية البرية على قطاع غزة مرحلة جديدة وخطيرة، اعتباراً من صباح السبت الماضي، بعد أن انتقلت من مدينة غزة والشمال إلى الجنوب، وتحديداً محافظة خان يونس، جنوب قطاع غزة، التي يزيد عدد السكان فيها على 900 ألف نسمة، إذ وصلها مؤخراً نحو نصف مليون نازح.

الحرب على محافظة خان يونس وقراها بدأت شرسة منذ ساعاتها الأولى، إذ استهلها الاحتلال بموجات من القصف الجوي، والمدفعي، ومن البوارج البحرية، إذ نفذت الطائرات أحزمة نارية، ودمرت عشرات المنازل فوق رؤوس ساكنيها، وكذلك قصفت مساجد، وشوارع، ومزارع، وبنية تحتية.

تهجير للنازحين والمواطنين

وعمد الاحتلال لتهجير كل من تواجد في محافظة خان يونس، سواء كانوا سكانها الأصليين، أو النازحين، ممن وصلوها في الأيام والأسابيع الماضية، وهذا جاء عبر أمرين، الأول القاء منشورات واتصالات على الهواتف النقالة، تطلب من سكان مربعات "بلوكات"، سبق وحددها الاحتلال على خريطة نشرت مؤخراً إخلائها فوراً، والانتقال إلى محافظة رفح المجاورة، مدعياً أن منطقة خان يونس منطقة اشتباكات خطيرة.

أما الطريقة الثانية فكانت عبر إخضاع المحافظة لـ "ليلة قصف قاسية"، جرى خلالها تنفيذ أكثر من 200 غارة، شملت مناطق بني سهيلا، القرارة، خزاعة، عبسان، الشيخ ناصر، المحطة، السطر الغربي، السطر الشرقي، مدينة حمد، وغيرها من أحياء المحافظة.

وقسم جيش الاحتلال الإسرائيلي الأراضي الصغيرة المكتظة بالسكان في قطاع غزة إلى 2300 تجمع سكني يطلق عليه "بلوك"، ويأمر حاليا سكان التجمعات المستهدفة عبر الرسائل النصية القصيرة بمغادرتها.

ويقول المواطن إبراهيم سلامة لـ"فلسطين بوست"، من سكان مدينة حمد، إنه وبعد ليلة صعبة عاشها سكان خان يونس تحت وقع القصف والغارات، تلقى بعض سكان الأبراج، خاصة تلك التي تقع قبالة منطقة مفتوحة غرب محافظة خان يونس، اتصالات وانذارات من جيش الاحتلال بسرعة اخلاء شققهم، والتوجه لمحافظة رفح، والبعض فعل ذلك، وآخرون ترددوا، لكن ومع بدء استهداف الأبراج، بدأت عملية نزوح واسعة من المنطقة، وهو توجه إلى جنوب مدينة خان يونس، ومن هناك غادر برفقة شقيقه باتجاه مدينة رفح.

وأكد سلامة أنه فوجئ بتلقي سكان في مناطق عديدة من المحافظة إنذارات بالإخلاء، وشاهد عملية نزوح واسعة باتجاه مدينة رفح، التي لم يعد فيها مكان لاستقبال مزيداً من النازحين.

بينما يقول نادر أبو وردة وهو من سكان بلدة جباليا في شمال القطاع، ونزح مؤخراً إلى خان يونس، حيث اقام مع عائلته في شقة سكنية لصديق له بمدينة حمد السكنية، "كانت غزة والشمال ساحة حرب، الآن باتت خان يونس هي ساحة الحرب، وقد تلقى جيران أوامر لإخلاء الأبراج السكنية، وتساءل "إلى اين نذهب الآن؟ هل نسكن في البحر؟ عليهم أن يقولوا لنا أين نذهب... يكفي!".

بينما وصف المواطن علي بربخ ما يحدث بالكارثة، مؤكداً ان مشاهد نزوح الفلسطينيين من مدنهم وقراهم عام 1948 تتكرر بصورة أوسع وأكبر، قائلا: مئات الآلاف ينزحون، لا توجد مركبات تقلهم، الناس تغادر مدينة خان يونس مشياً على الأقدام، وملامح الخوف تعلوا وجوههم.

وقال بربخ لـ"فلسطين بوست"، الوضع خطير، والجميع يخشون على أنفسهم واسرهم، خاصة مع شن مزيداً من الغارات الجوية، وقصف منازل فوق رؤوس ساكنيها، وقتل من فيها.

ودفع غياب مناطق لتواجد النازحين العشرات منهم لإقامة خيام عشوائية في محيط مراكز الإيواء التابعة لوكالة الغوث، خاصة في منطقة المواصي، حيث يتواجد مركز تخزين المساعدات، إضافة لوضع خيام في محيط مجمع رفح الطبي الذي يجري إنشائه وقد توقف بسبب العدوان.

وكانت الخيام العشوائية التي وضعها المواطنون متواضعة، أقامها أصحابها بقطع من النايلون والقماش، وجرى ربطها بالحبال، وبعض الخيام مساحتها لا تتجاوز خمسة متر مربع فقط، تأوي عائلة يزيد عدد أفرادها على سبعة أشخاص.

فصل الجنوب عن الوسط

وبعد ساعات قليلة من الغارات الجوية، وإجبار عدد كبير من المواطنين على النزوح عن منازلهم، بدأت ارتال من الدبابات بالتحرك من داخل خط التحديد، وشقت طريقها من قلب بلدة القرارة الحدودية باتجاه شارع صلاح الدين، ومنه واصلت التحرك غرباً، حتى وصلت إلى شارع الرشيد الساحلي، لتكمل قطع الطريق بين محافظتي خان يونس والوسط، وبذلك تكون أكملت مهمة تقسيم القطاع إلى ثلاث مناطق معزولة، مدينة غزة والشمال جزء، ووسط القطاع جزة، وجنوبه جزء ثالث.

كما بدأت الدبابات تحاصر مناطق شمال وشمال غرب محافظة خان يونس، وتقترب بشكل معمق من أبراج مدينة حمد، متجهة أكثر ناحية الجنوب، وسط مخاوف من أن يكون مجمع ناصر الطبي هدفاً محتملاً لآلة الحرب الإسرائيلية.

ووفق مواطنون فإن تحرك الدبابات ناحية المدينة كان مصحوباً بقصف مدفعي وجوي عنيف، وهو تحرك يشبه تماماً ما حدث في مدينة غزة وشمال القطاع، عبر خلق سياسة "الأرض المحروقة"، لتسهيل دخول الآليات لبعض المناطق دون مقاومة.

وقال المواطن خالد سليم لـ"فلسطين بوست"، إنه تحديث إلى بعض أقاربه اللذين يقطنون في منطقة شمال محافظة خان يونس، وقد حوصروا في منازلهم، إنهم شاهدوا عدد كبير من الدبابات تتمركز على طول شارع صلاح الدين، وفي محيط منطقة "المطاحن"، وتقوم بقصف عشوائي بالقذائف والرشاشات الثقيلة، وبدأت بعض الجرافات بحفر الشارع المعبد، وإقامة سواتر ترابية.

وأكد سليم أن أقربائه أخبروه بأن مناطق سكناهم تحولت إلى ساحات حرب، وثمة عشرات العائلات محاصرة في منازلها، ولا أحد يستطيع المغادرة، وهناك خوف من تكرار سيناريو غرب غزة، باستهداف المنازل المأهولة.

بينما قال السائق محمد الشاعر إنه كان يهم بالتوجه من مدينة خان يونس باتجاه مدينة دير البلح المجاورة، وحين اقترب من مفترق المطاحن، سمع دوي إطلاق نار، وشاهد دبابات الاحتلال تطلق النار تجاه سيارات مدنية كانت تسير على شارع صلاح الدين، وقد دمرت سيارتين على الأقل، وشوهدت جثامين الشهداء تتطاير حول المركبتين.

وأكد الشاعر مؤكداً ان الآليات الإسرائيلية تقدمت بصورة مفاجأة، وأغلقت الطريق، ما تسبب بتوقف حركة مرور المركبات موضحاً أن ما حدث كان خطيراً، فالقطاع تحول إلى ثلاث كنتونات منفصلة ومنعزلة، وهناك خوف حقيقي من فصل رفح عن خان يونس، في الفترة القادمة، ما يعني تحوله لأربع مناطق، وقد يكون ذلك توطئة لاجتياح بري كامل للقطاع.

اشتباكات واسعة

واندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة شمال محافظة خان يونس، بعد تصدي المقاومين لقوات الاحتلال، واستهداف الآليات العسكرية بشكل متواصل.

في حين أعلنت كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أنها تمكنت من قتل عدد كبير من جنود الاحتلال، بعد تفجير عبوات في تمركز لهم يضم 60 جنديا شرق جحر الديك، كما أعلنت عن قصفها تجمعا لجنود الاحتلال شرق خان يونس بقذائف هاون، إضافة للإعلان عن استهداف وتدمير دبابات وآليات عسكرية.

 

كتب: محمد الجمل