بابا صباح الخير.. كل عام وأنت بألف خير يا ماما؟ يلا اصحى عشان تاخد عيديتك مني ومن بابا ونروح عصلاة العيد سوا! ..
أصوات فقدها الكثير من أطفال غزة في العيد .. كما فقدوها للأبد.. بعد أن قتل الاحتلال معظم أفراد عائلاتهم .. بل أن كثير من الاطفال فقدوا عائلتهم بأكملها ولم يبق لهم أحد في هذه الحرب التي لم يكن لها سابقة ولا مثيل.
"عيد سعيد على كل البلدان العربية والإسلامية ولكن ليس سعيدا على قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية منذ أكثر من 7 أشهر.
لا استعداد للعيد مثل ما يحدث في كل البلدان العربية والإسلامية، فعيد الفطر عند المسلمين شيء ولدى قطاع غزة شيئا أخر.
لم يعد هناك مساجد يصلى فيها صلاة العيد أو مواقع آثرية يزورنها أو حتى منازل يزورون فيها عائلاتهم.
طفل من مئات الأطفال التي تتشابه قصصهم في القطاع، يبكي غياب عائلته التي استشهدت بأكملها ما عداه، بفعل قصف منزلهم ولم يبق سواه بلا أب ولا أم ولا أخ.
تحدث هذا الطفل المكلوم بحرقة قلب وبكاء شديد كيف كان يقضي يوم عيده بوجود عائلته التي فقدها.. وكيف كان العيد جميلاً، حيث قال :" كنا نروح عالمطعم ونزور أصحاب بابا .. كنا نروح عالشاليهات .. كنا نكيف ".
يبكي بحرقة ويكمل :" مشتاقلهم كثير .. أمي وأبوي وأخواتي.. نفسي اروح معهم عالجنة".
وأردف عن معاناته إثر إصابته التي ما زال يعاني منها ويقول :" وجهي انحرق وايدي وظهري انحرقو .. محتاج علاج عشان اتحسن".
أما عن حلمه البسيط ، تابع :" نفسي أرجع ع دراستي وأحقق حلم أمي وابوي وأصير مهندس لارفع راسهم حتى بمماتهم".
ويواجه عدد متزايد من الأطفال بقطاع غزة، معاناة مزدوجة عنوانها اليتم ووجع الفقد من جهة، والظروف الإنسانية القاهرة من جهة ثانية.
وفيما سيحتفل العالم الإسلامي غدا الأاربعاء بعيد الفطر السعيد، تتحدث تقارير منظمات حقوقية وإنسانية، عن أن الحرب الأخيرة في غزة، خلفت إلى جانب آلاف القتلى والجرحى من الأطفال، عددا كبيرا من الأيتام الذين فقدوا أحد والديهم أو كليهما.
مصادر حقوقية أكدت أنه لا توجد أرقام دقيقة بشأن عدد الأيتام الذين خلفتهم الحرب الأخيرة في غزة، غير أنه يشير إلى أن كثيرا من الأسر مسحت بشكل كامل من السجل المدني.
فيما أكد المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة، يونيسف، جيمس إلدر، أنه من الصعب تحديد عدد أطفال غزة الذين أصبحوا أيتاما الآن، بسبب العدد الهائل من الأشخاص الذين يُقتلون والظروف البائسة على الأرض.
وأوضح إلدر في تصريحات سابقة لرويترز، أنه هناك كثير من الأطفال الذين فقدوا والديهم، لكن الأسوأ من ذلك أنهم فقدوا عائلاتهم بأكملها.